فك التابعة مضمون :
مقدمة :
ما هي "التابعة"؟
في الموروث الشعبي العربي، وخاصة في بعض المجتمعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تُعرف "التابعة" بأنها كائن غيبي أو روح شريرة تتبع الإنسان، وغالباً ما يعتقد أنها تلاحق النساء تحديداً، فتؤثر على حياتهن بالسلب، سواء في الزواج، أو الحمل، أو الصحة النفسية والجسدية. يُقال إنها تسبب النحس، العقم، الإجهاض المتكرر، أو حتى العزلة الاجتماعية.
يطلق عليها أسماء مختلفة حسب المنطقة، مثل "أم الصبيان" في بعض دول الخليج، أو "القرينة" في مصر، أو "التابعة" في بلاد الشام.
الأسباب النفسية والاجتماعية وراء الاعتقاد بـ"التابعة" :
رغم أن "التابعة" ليست مفهوماً مثبتاً علمياً، فإن هناك تفسيرات نفسية واجتماعية قد تفسر سبب انتشار هذا الاعتقاد:
- القلق والاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، أو القلق المزمن، قد تُفسر شعبياً على أنها "تأثير التابعة".
- الضغوط الاجتماعية: المرأة التي تتأخر في الزواج أو تعاني من مشاكل في الحمل قد تُوصم بأنها "مصابة بتابعة"، في محاولة لتفسير ما لا يُفهم بسهولة.
- الإسقاط النفسي: في بعض الحالات، يُسقط الإنسان مشاكله أو فشله على قوى خارجية، كنوع من الدفاع النفسي.
- التراث والموروث الشعبي: القصص والأساطير المتناقلة عبر الأجيال تعزز من ترسيخ فكرة "التابعة" في الوعي الجمعي.
التفسير العلمي والطبي :
من منظور الطب النفسي، فإن الأعراض المنسوبة إلى "التابعة" قد تكون نتيجة:
- اضطرابات النوم مثل الجاثوم (شلل النوم)
- الهلوسات السمعية أو البصرية الناتجة عن القلق أو الفصام
- اضطرابات الهرمونات أو مشاكل الغدة الدرقية
- الصدمات النفسية أو التجارب المؤلمة في الطفولة
طرق العلاج: بين الروحاني والعلمي :
أولاً : الطرق الروحانية والشعبية :
- الرقية الشرعية: قراءة آيات من القرآن الكريم مثل المعوذتين، آية الكرسي، وسورة البقرة، تُستخدم لطرد "التابعة".
- التحصين اليومي: مثل الأذكار الصباحية والمسائية، وقراءة الأدعية الخاصة بالحماية.
- الاستعانة بشيوخ أو معالجين روحانيين: في بعض المجتمعات، يُلجأ إلى من يُعرفون بـ"الرقاة" أو "المعالجين الروحانيين" لفك التبعية.
- البخور والماء المقروء عليه: تُستخدم بعض الأعشاب مثل السذاب أو الحرمل لطرد الأرواح الشريرة حسب المعتقدات.
> ملاحظة: رغم أن هذه الطرق قد تمنح راحة نفسية مؤقتة، إلا أنها لا تُغني عن العلاج النفسي أو الطبي عند الحاجة.
ثانياً : الطرق النفسية والعلمية :
- العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد في فهم جذور القلق أو الوساوس.
- الأدوية النفسية: في حالات الاكتئاب أو القلق الشديد، قد يصف الطبيب أدوية تساعد في استقرار الحالة.
- الاستشارة الأسرية: لفهم الضغوط الاجتماعية أو العائلية التي قد تؤدي إلى الشعور بالاضطهاد أو "الملاحقة".
- الوعي والتثقيف: فهم أن ما يُعتقد أنه "تابعة" قد يكون له تفسير علمي يساعد في كسر دائرة الخوف.
نصائح للوقاية والراحة النفسية:
- حافظ على صلاتك وأذكارك اليومية
- مارس التأمل أو اليوغا لتصفية الذهن
- تجنب العزلة وابحث عن الدعم الاجتماعي
- لا تتردد في طلب المساعدة النفسية عند الحاجة
إرسال تعليق